الحزب الحرّ التّونسي

1- نشأة الحزب الحرّ التّونسي وبرنامجه :

لقد ظهرت في تونس عديد الحركات المقاومة للاستعمار الفرنسي، ممّا أدّى إلى مزيد تدهور حالة الشعب خاصة مع مجابهة المستعمر لهذه الحركات بالقمع والاستبداد وبنفي زعمائها وقادتها إلى الخارج. 

ورغم كلّ هذا، صمدت هذه الحركات وواصلت نضالها، ولم تقف عن العمل والمساعدة على شحن همم التونسيين في داخل البلاد وخارجها، كما نتج عنها نشأة الحزب الحرّ الدستوري سنة 1920 بزعامة عبد العزيز الثعالبي رفقة مجموعة من المناضلين الوطنيين، والتي كانت مطالبه المستوحاة من كتاب "تونس الشّهيدة" لعبد 

العزيز الثعالبي متمثّلة في :

·                     إنشاء مجلس تفاوضي مشترك بين التونسيين والفرنسيين.

·                     جعل الحكومة مسؤولة أمام هذا المجلس.

·                     الفصل بين السلطة التشريعيّة والقضائيّة والتنفيذيّة.

·                     قبول التونسيين في جميع الوظائف.

·                     التساوي المطلق في المرتّبات بين التونسيين والفرنسيين.

·                     انتخاب حرّ لمجلس البلديّة.

·                     حريّة الصحافة والاجتماع و المؤسّسات.

·                     إجباريّة وتعميم التّعليم.

·                     مشاركة التونسيين في شراء الأراضي المخصّصة للمعمّرين.

2- نشاط الحزب الحرّ الدستوري التّونسي :

اعتمد الحزب سياسة الوفود، أي البعثات التي تسافر إلى المنظمات الدوليّة والعالمية لكسب دعم الدول الأوروبية والضغط على السلطات الفرنسيّة لقبول المطالب، ومن بين هذه الوفود نذكر الوفدان اللذان سافرا إلى باريس، الأول في ديسمبر 1920 بقيادة الطاهر بن عمار، والثاني في نوفمبر 1924 بقيادة الطاهر بن عمار.

ظهوره

يعتبر الحزب الحر الدستوري التونسي تطورا لحركة الشباب التونسي التي نشطت وقمعت قبيل الحرب العالمية الأولى. وبعد تلك الحرب ساهمت جملة من العوامل الداخلية والخارجية في ظهوره من بينها على مستوى عالمي الإعلان عن مبادئ الرئيس الأمريكي ولسن الداعية إلى تحرير الشعوب وحقها في تحرير مصيرها بالإضافة إلى تنامي حركات التحرّر في العالم.

كما سمحت فترة ما بعد الحرب، للوطنيين التونسيين بالتحرك والتقدم بعدد من المطالب الوطنية. وقد التفتت المجموعة حول كتاب تونس الشهيدة الذي صدر آنذاك بباريس بإمضاء الشيخ عبد العزيز الثعالبي. والمؤسسون هم بالإضافة إلى الشيخ الثعالبي : صالح فرحات ومحيي الدين القليبي وأحمد توفيق المدني وأحمد الصافي وأحمد السقا وعلي كاهية وحمودة المنستيري والحبيب زويتن.

برنامجه

من المطالب التي رفعها الحزب الحر الدستوري التونسي آنذاك :

·         إرساء نظام دستوري ؛

·         الفصل بين السلط الثلاث ؛

·         ضمان الحريات والمساواة ؛

·         إجبارية التعليم.

ومن الواضح أن هذا البرنامج كان في إطار الاعتراف بنظام الحماية، وقد اعتمد الحزب لإبلاغ مطالبه على الوفود التي توجهت إلى فرنسا للاتصال بالسياسيين الفرنسيين على التوالي في جويلية/تموز  1920،  وجانفي 1921 وماي 1924، وهو ما يذكر بما سلكه حزب الوفد المصري في نفس الفترة. غير أن تلك المطالب لم تجد لها صدى لدى السلطات الفرنسية.